حياة في الإدارة هي سيرة ذاتية تقتصر على الجانب الإداري من حياة غازي عبد الرحمن القصيبي، الشاعر والأديب والسفير الدبلوماسي والوزير السعودي الراحل. يبدأ غازي القصيبي في سيرته الإدارية بالحديث عن طفولته ومراحل التعليم الأولية، وينهيها عند قرار تعيينه سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى بريطانيا عام 1992م. يتناول الكتاب تجارب القصيبي الإدارية في مناصبه المختلفة، والمواقف التاريخية والسياسية التي مر بها، والعقبات التي واجهته في حياته الإدارية.

يستخدم الكاتب أسلوب تربوي وتعليمي مميز، ولغته أدبية سلسة تجعل القارئ لا يحس بالوقت أثناء القراءة. كما استخدم القصيبي نمطا روائيا متصلا دون أن يقسم الكتاب لأي أجزاء. ربما يعجب بعض القراء بهذا النمط، لكني شخصيا أفضل التقسيم حتى يسهل علي الرجوع لجزء أو لآخر لاحقا.

العديد من قراء حياة في الإدارة يتحدثون عن الدروس الإدارية المفيدة لطلبة هذا المجال، ولا شك أنها مفيدة في المجالات غير الإدارية كذلك، لكن الكتاب أعجبني لأسباب أخرى منها المواقف التاريخية والسياسية التي يتناولها الكاتب في زمن نشأة البيروقراطية السعودية، والمواقف الطريفة العديدة التي حكى عنها بعفوية، وذكريات مساهماته في بناء عدة خدمات حكومية للشعب السعودي قبل وبعد الطفرة.

أنصح بقراءة حياة في الإدارة، حيث أنه يتناول عدة مواضيع ومواقف وآراء لا تقتصر على الإدارة فحسب، والتي قد تفيد قراء باهتمامات أخرى.