تدور أحداث هذه الرواية حول ثلاث نساء من الشرق الأوسط ”البحريات“ ذهبوا إلى وسط الصحراء ليعيشوا في الرياض، لأسباب مختلفة وفي فترات زمنية مختلفة.
أسلوب أميمة الخميس السردي جميل جدا، خاصة في النصف الأول من الرواية. أما في النصف الأخير، فكان هناك تكرار سردي ممل حيث تدهورت القصة نوع ما حتى ضاع المغزى.

أعجبني اختيارها للتحول من البيوت الطينية إلى القصور أثناء الطفرة كفترة زمنية للرواية. بعض الشخصيات كانت مؤثرة لأن الكاتبة أخذت وقتها في تكوينهم، والبعض الآخر كانت غير كاملة في نظري، ولم أستطع التعاطف معهم.

أفكار الرواية تشمل المشاكل المختلفة التي تواجه المرأة بشكل عام في المجتمع العربي، فهي رواية نسوية من هذا المنظور. لكني لم أفهم سبب اختيار الكاتبة لـ ”البحريات“ الشقراوات لتحكي لنا عن ما تعانيه المرأة في المجتمع السعودي. خاصة وأن النساء السعوديات في الرواية تم تصويرهم كنساء حاقدات بغيضات تملئ الغيرة قلوبهم. ما الذي تحاول قوله أميمة هنا؟ أن الشقراوات استطاعوا التمرد على المجتمع الذكوري بأساليبهم الصغيرة والسعوديات لم يستطعن؟ هل تتحدث عن هوس المجتمع السعودي بـ ”الشقراء“ الغريبة؟ أم أن الكاتبة نفسها أُخِذَت بنفس الهوس هذا، وأعطت النساء الشقراوات أهمية أكبر من نساء البلد؟

على كل حال، لا شك أن الرواية تستحق القراءة، وأن أميمة الخميس روائية بارعة ولديها أسلوب سردي جميل. والرواية لها أبعاد نسوية واجتماعية وتاريخية ذو أهمية كبيرة، لذا أنصح بقرائتها.