تدور أحداث الرواية في إطار تاريخي واجتماعي ملحمي، حيث يتم رسم صورة لحياة اللبنانيين في القرن الثامن عشر، وذلك من خلال شخصية يوسف بطموحاته العالية وحماسه لتغيير واقع المجتمع اللبناني. الرواية لم تعجبني أبدا، الأسلوب السردي ممل للغاية، والشخصيات دون أبعاد إنسانية واقعية، بحيث تدفن القصة المراد إلقائها.

الأسلوب السردي المستخدم في الرواية ممل، فهناك تركيز زائد بالتفصيل الواسع والوصف المفرط للأحداث والشخصيات، والتي لا تساعد في إبراز الرسالة المراد توصيلها. وهناك أيضا نمط روائي متكرر يجعل الرواية تفتقر للتنوع السردي والجمالي.وأخيرا يتم تناول الموضوعات الاجتماعية (مثل الطبقية والفساد والظلم والاستعمار) بشكل سطحي ولا يعطيها الاهتمام الكافي.

ويمكن تحليل الشخصيات في الرواية بأنها خالية من الأبعاد الإنسانية الواقعية، حيث أن يوسف البطل الذي يتميز بالذكاء الفائق والشجاعة والإنصاف والقدرة على حل المشاكل، وهو شخصية مثالية لا توجد في الواقع، ومبالغ فيها. والنساء في الرواية لا داعي لوجودهن إلا لجعل من شخصية الرجل ”بطلا“ مبالغ فيه، فشخصية فاطمة غير واقعية تمثل المرأة المثالية، وتتميز بالجمال والنقاء والعفة والصبر، وهي شخصية تبدو مثاليةً جدًا وغير واقعية. وهذا النوع من الوصف ”الخيالي“ يشجع صورة نمطية مملة للمرأة الخاضعة لخيال وأوهام الرجل.

في الختام، الرواية لم تنفعني بأي شكل من الأشكال، مع أن الكثير نصحني بقراءة أعمال ربيع جابر. أعتقد أنني سأعطيه فرصة ثانية، لكن هذه الرواية كانت مجرد مضيعة وقت، ولا أنصح بقرائتها.